Telegram Group & Telegram Channel
التاجرُ والمحتالُ

لم يكن هناك في المدينة شخصٌ لا يعرف التاجرَ «ميما». التاجرُ «ميما» كان إنسانًا شريفًا، دائمًا كان جاهزًا لخدمة الناس وكان يساعد الفقراء في حل مشكلاتهم. والناس بدورهم كانوا لا ينسون هذا الجميل، فمنهم من كان ينقل بضاعة التاجر على حماره، ومنهم من كان يحمل الماء إلى منزله، ومنهم من كان يعد الشاي له. هذا، عدا اللص «بيانبا» الوضيع الذي كان يكره ميما لأنه كان يشبهه تمامًا سواء بطول قامته أو بمشيته أو بشكله.

كل سكان المدينة كانوا يحبون ويحترمون «ميما»، بينما كانوا يكرهون المحتال بيانبا. ولذلك قرر «بيانبا» الانتقام من شبيهه.

ذات مرّة، نوى «ميما» الذهاب إلى المدينة المجاورة لبيع ما لديه من أقمشة الحرير. رآه «بيانبا» وعلى الفور ارتدى رداءً يشبه إلى حد كبير الرداء الذي يرتديه «ميما» وذهب في أثره. وعندما أصبحت بيوت المدينة المجاورة في مرمى البصر، انطلق «بيانبا» جريًا نحو «ميما» واختطف من على كتفه سلة لفافات أقمشة الحرير.

صرخ «ميما» بكل ما أوتي من قوة: أمسكوه يا ناس أمسكوه.

توقف «بيانبا» الذي لم يكن يفكر بتاتًا في الهرب. تجمع الناس حولهما وهم في حيرة من أمرهم مما يدَّعي الخصمان.

يقول الأول: هذه سلتي. كان ينوي أن يأخذها مني! أنا التاجر ميما!

ويقول الثاني: لا تصدقوه، هو الذي نزع السلة من على كتفي!

وهنا خرج من بين الحشد عجوز وقال: نحن لا نعرف من يكون من! إنكما متشابهان جدًا فطول قامتيكما واحد وصوتاكما متطابقان، ويصعب التمييز بين ردائيكما. فلنذهب إلى القاضي وليقرر هو من منكما صاحب الحق ومن منكما المذنب.

وأخذوهما إلى القاضي.

بعد أن سمع القاضي العجوز كلا منهما قال: ضعا لفافة واحدة من الحرير على الطاولة. وعندما ألّوح بهذا الصولجان يسعى كلاكما في نفس الوقت بجرِّ أقصى ما يمكن من القماش إليه ومن يستحوذ على كمية أكبر فسيكون هو «ميما» الحقيقي.

وبعد أن انتهى القاضي من كلامه لّوح بالصولجان.

ارتمى «بيانبا» على الحرير بجسده، وأمسكه بشدة ثم جذبه بقوة مما جعل القماش يطقطق. أما «ميما» فقد وضع يده برفق وحذر على الحرير لأنه كان حريصًا على ألا يتمزق القماش الجميل!

- الآن أدركت من منكما ميما الحقيقي. هذا الحرير لم يكن ملكك أبدًا. وجه القاضي كلامه إلى «بيانبا»، إنك لم تحافظ على القماش ومزقته. وهذا يعني أنك لست صاحبه، لست «ميما». أما أنت أيها التاجر المحترم «ميما» فقد حافظت على بضاعتك ولم تمزقها. خذ السلة واذهب بسلام ومارس تجارتك في مدينتنا.

ثم نادى القاضي على الحراس وأمر بسجن بيانبا عقابًا له على فعلته.

*العبره*
الظّلم وخداع الناس والمكر بهم لا يطول فإنه لابد من يوم يكون عليهم ويكشف امرهم وينالوا جزائهم مهما طال بهم جبروتهم وطغيانهم

الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين..
🤲🏻اللهم اجعلنا ممن تواضع لعظمتك فرفعته
🤲🏻واقبل أليك تائبا فقبلته
🤲🏻وتقرب اليك فقربته وذل لهيبتك فأحببته
🤲🏻وسألك سؤاله فأعطيته وسترت ذنبه وغفرته وبرحمتك شملته 🤲🏻 يا أرحم الراحمين🤲🏻
اللهم اجعل صيامنا فيه صيام الصائمين🤲🏻
وقيامنا فيه قيام القائمين🤲🏻
ونبهنا فيه عن نومة الغافلين🤲🏻 واعف عنا يا عافياً عن المجرمين🤲🏻يا رب العالمين
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

سبحــان اللّـه و بحمــده
سبحــان اللــه العظيــم
عــدد خلقــهِ
ورضــى نفســهِ
وزنــة عرشــهِ
ومــــداد كلماتــه .



tg-me.com/qasas2/86005
Create:
Last Update:

التاجرُ والمحتالُ

لم يكن هناك في المدينة شخصٌ لا يعرف التاجرَ «ميما». التاجرُ «ميما» كان إنسانًا شريفًا، دائمًا كان جاهزًا لخدمة الناس وكان يساعد الفقراء في حل مشكلاتهم. والناس بدورهم كانوا لا ينسون هذا الجميل، فمنهم من كان ينقل بضاعة التاجر على حماره، ومنهم من كان يحمل الماء إلى منزله، ومنهم من كان يعد الشاي له. هذا، عدا اللص «بيانبا» الوضيع الذي كان يكره ميما لأنه كان يشبهه تمامًا سواء بطول قامته أو بمشيته أو بشكله.

كل سكان المدينة كانوا يحبون ويحترمون «ميما»، بينما كانوا يكرهون المحتال بيانبا. ولذلك قرر «بيانبا» الانتقام من شبيهه.

ذات مرّة، نوى «ميما» الذهاب إلى المدينة المجاورة لبيع ما لديه من أقمشة الحرير. رآه «بيانبا» وعلى الفور ارتدى رداءً يشبه إلى حد كبير الرداء الذي يرتديه «ميما» وذهب في أثره. وعندما أصبحت بيوت المدينة المجاورة في مرمى البصر، انطلق «بيانبا» جريًا نحو «ميما» واختطف من على كتفه سلة لفافات أقمشة الحرير.

صرخ «ميما» بكل ما أوتي من قوة: أمسكوه يا ناس أمسكوه.

توقف «بيانبا» الذي لم يكن يفكر بتاتًا في الهرب. تجمع الناس حولهما وهم في حيرة من أمرهم مما يدَّعي الخصمان.

يقول الأول: هذه سلتي. كان ينوي أن يأخذها مني! أنا التاجر ميما!

ويقول الثاني: لا تصدقوه، هو الذي نزع السلة من على كتفي!

وهنا خرج من بين الحشد عجوز وقال: نحن لا نعرف من يكون من! إنكما متشابهان جدًا فطول قامتيكما واحد وصوتاكما متطابقان، ويصعب التمييز بين ردائيكما. فلنذهب إلى القاضي وليقرر هو من منكما صاحب الحق ومن منكما المذنب.

وأخذوهما إلى القاضي.

بعد أن سمع القاضي العجوز كلا منهما قال: ضعا لفافة واحدة من الحرير على الطاولة. وعندما ألّوح بهذا الصولجان يسعى كلاكما في نفس الوقت بجرِّ أقصى ما يمكن من القماش إليه ومن يستحوذ على كمية أكبر فسيكون هو «ميما» الحقيقي.

وبعد أن انتهى القاضي من كلامه لّوح بالصولجان.

ارتمى «بيانبا» على الحرير بجسده، وأمسكه بشدة ثم جذبه بقوة مما جعل القماش يطقطق. أما «ميما» فقد وضع يده برفق وحذر على الحرير لأنه كان حريصًا على ألا يتمزق القماش الجميل!

- الآن أدركت من منكما ميما الحقيقي. هذا الحرير لم يكن ملكك أبدًا. وجه القاضي كلامه إلى «بيانبا»، إنك لم تحافظ على القماش ومزقته. وهذا يعني أنك لست صاحبه، لست «ميما». أما أنت أيها التاجر المحترم «ميما» فقد حافظت على بضاعتك ولم تمزقها. خذ السلة واذهب بسلام ومارس تجارتك في مدينتنا.

ثم نادى القاضي على الحراس وأمر بسجن بيانبا عقابًا له على فعلته.

*العبره*
الظّلم وخداع الناس والمكر بهم لا يطول فإنه لابد من يوم يكون عليهم ويكشف امرهم وينالوا جزائهم مهما طال بهم جبروتهم وطغيانهم

الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين..
🤲🏻اللهم اجعلنا ممن تواضع لعظمتك فرفعته
🤲🏻واقبل أليك تائبا فقبلته
🤲🏻وتقرب اليك فقربته وذل لهيبتك فأحببته
🤲🏻وسألك سؤاله فأعطيته وسترت ذنبه وغفرته وبرحمتك شملته 🤲🏻 يا أرحم الراحمين🤲🏻
اللهم اجعل صيامنا فيه صيام الصائمين🤲🏻
وقيامنا فيه قيام القائمين🤲🏻
ونبهنا فيه عن نومة الغافلين🤲🏻 واعف عنا يا عافياً عن المجرمين🤲🏻يا رب العالمين
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

سبحــان اللّـه و بحمــده
سبحــان اللــه العظيــم
عــدد خلقــهِ
ورضــى نفســهِ
وزنــة عرشــهِ
ومــــداد كلماتــه .

BY قصص و روايات 


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/qasas2/86005

View MORE
Open in Telegram


قصص و روايات  Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

China’s stock markets are some of the largest in the world, with total market capitalization reaching RMB 79 trillion (US$12.2 trillion) in 2020. China’s stock markets are seen as a crucial tool for driving economic growth, in particular for financing the country’s rapidly growing high-tech sectors.Although traditionally closed off to overseas investors, China’s financial markets have gradually been loosening restrictions over the past couple of decades. At the same time, reforms have sought to make it easier for Chinese companies to list on onshore stock exchanges, and new programs have been launched in attempts to lure some of China’s most coveted overseas-listed companies back to the country.

Importantly, that investor viewpoint is not new. It cycles in when conditions are right (and vice versa). It also brings the ineffective warnings of an overpriced market with it.Looking toward a good 2022 stock market, there is no apparent reason to expect these issues to change.

قصص و روايات  from us


Telegram قصص و روايات 
FROM USA